لمُقاربة موضوع القذف السريع في صُلب العلاقة الزوجيّة، نَنطلق من مَبدأ أنّ الحياة الجنسيّة تَتطوّر على محوريْن: غريزيّ وآخر علائقيّ.
فالمحور الغريزيّ يُحَفّز الفرد منذُ مُراهقته على أن يكون نشاطه الجنسيّ بهدف الإنجاب. هذا البُعد الغريزيّ يَتَحكّم به الاكتفاء الجنسيّ المباشر. دافعٌ أساسيّ لأنّه يتقارب مع عالم الحيوان ويبدأ بالعادة السريّة. فالمُراهق الشاب يَكتشفُ مع كلّ قذف لذّة الاستمتاع.
لكن بالنسبة إلى المحور العلائقيّ، فهو يَفترض علاقةً، أيّ تفاعلاً مع الآخر. فالعلاقة الجنسيّة لا تقتصرُ فقط على مُجرّد القذف، بل تمتّدُ إلى مُتعة الشريك وإرضائه. فالرجل لا يَشعر باكتفائه الجنسيّ إلاّ حين يَتوصّل إلى إمتاع شريكته. وهكذا، تأخذُ الحياة الجنسيّة بُعدها الإنساني الذي يُميّزها عن الحياة الجنسيّة لسائر الثدييات.
لكنّ هذا البُعد العلائقيّ يشترطُ آلية تعلّم أساسيّة لعدم تركيز الإنتباه على نقطة مُحدّدة. وبكلامٍ آخر، يعودُ للرجل أن يَتَناسى انعكاساته الإستمنائيّة، وبَدل أن يَستمني في مهبل شريكته عليه مُداعبة عضوها التناسليّ بوَاسطة قَضيبه. وهكذا، بتوجيه انتباهه وأحاسيسه إلى شريكته وعدم التركيز على نفسه، يَستطيع أن يُعدّل إثارته.
بمعنى آخر، إنّ تَخطّي طريقة الإستمناء المُركّزة على الذّات والتي تُميّزُ مرحلة المُراهقة، هي الشرطُ الضروريّ للمُرور من المُستوى الغريزيّ إلى المُستوى العلائقيّ.
إنطلاقاً من ذلك، ثلاث مراحل تساعد على التحرّر من القذف السريع :
1- تعلّم السيطرة على الإثارةِ الجنسيّة لإبقائها تحتَ عتبّة نقطة اللاعودة.
2- القضاء على الخوف من الفشل.
3- النزعة الغيريّة من خلال تَوجيه الإنتباه إلى لذّة الآخر.
No comments:
Post a Comment